جميل منصور: البعض سيستغرب حديثي عن الفن لأنه ليس مشهورا عن “الإخوان”
لا أعرف لماذا كتبت هذا المكتوب، وأعرف أن البعض سيفسره بتأثير “الأخوال” وربما رآه البعض تشبثا بشيء من لوازم “الأعمام” ولاشك أن بعضا آخر سيستغربه لأنه ليس مشهورا عن “الإخوان”
على كل حال الفن يلامس أبعادا خاصة في النفس البشرية، وهو يهيج ما في القلب إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فهو يأخذ حكمه من مضمونه وسياقه وعوارضه على لغة حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله والذي بلغ به التأثر وهو يتحدث في الموضوع فقال ” حتى قيل من لم يحركه الربيع وأزهاره، ويطربه العود وأوتاره، فهو فاسد المزاج، وليس له من علاج” ولعل المرحوم د.حسن الترابي وهو من دعاة المصالحة بين الدين والفن قد وفق وهو يحاضر في ذكرى بدر عندما قال “في هذه الليلة ذات الذكرى نريد أن ندير الحوار بالرفق والحسنى بين الدين والفن، ولم يكن بينهما إلى عهد قريب إلا القطيعة البائنة، يزدري أهل الفن أهل الدين، ويستنكف هؤلاء عن شأن أولئك، ولايتصلان إلا جفاء وعداء…. فالمسجد موقعا هو رمز الدين، وقديما دخل الأحباش يعرضون فنهم بين يدي إمام الدين، وأراد قوم أن يحصبوهم عنه ليعزلوا لهو الفن عن وقار الدين، ولكن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم تجاوب معهم، إيه يا بني أرفده”